كتب: محمد مثنى | يبدو ان الدول الكبرى التي تتمتع بحق استخدام الفيتو حقا او باطلا ، ويدعون امتلاك العقل الراجح في الاحتفاظ بأسرار القنابل النووية لعدم استخدامها حفاظا على امن البشرية من الدمار الشامل.. قد بدأوا يلوحون بها الان بعد ان فقدوا نصف عقولهم ربما باستخدامها إذا لزم الأمر في هستيريا الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة الآن.. حفاظا على امن شعوبهم .. تصوروا امن شعوبهم التي ستنجوا في نظرهم إذا ما استخدموها او على الأقل تخفيف آثارها المدمرة.
وهم يمنعونها على دول العالم الثالث لاعتقادهم أن دول العالم الثالث لايمتلكون من العقل والهدوء والصبر الذي يمتلكونه هم في استخدام النووية في حال نشوب الحروب فيما بينهم، أو مع الأخرين لخفة عقولهم، واحتدام الصراعات الدائمة في أوساطهم. والخوف هو ان يفقد هؤلاء الكبار النصف الآخر من عقولهم.
ويقومون باستخدام الاسلحة النووية تلك التي لن تستهدف بلدانهم فقط، وانما ستمتد أثارها المدمره الى العالم أجمع.. الذين لهم ناقة وجمل في الحرب الروسية الأوكرانية والذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل فيها.
وقد لاتصيبهم أثارها الكارثية بقدر ماتصيب بلدان العالم الثالث والبشرية جمعا. إذ ستكون اخف، أو أرحم بهم لمايمتلكونه من وسائل العلم والوقاية المتقدمة في حين يفتقدها العالم الآخر. إن هذا التلويح في ظل الهستيريا وإلاضطراب والتخبط الذي اشعلته الحرب الروسية الأوكرانية..
هو إنذار للعالم في الأمم المتحدة وغيرها من الأمم يمكن ان يحدث مايستدعي وقوف البشرية وكفاحها بوحدة وحزم وتصميم في كل مكان وخصوصا في الأمم المتحدة..
أولاها الضغط والتصويت بنزع حق الفيتو الاستعلائي من الدول الكبرى التي تمتلك استخدامه في الحق والباطل لتزهق به الحق في معظم الوقائع وتحل به الباطل.
والثاني هو المطالبة الجماعية الأممية بنزع هذا السلاح من الدول الكبرى، وتفكيكه، وتحريم امتلاكه على اي من الدول على حد سواء. واعتماد السلوك المدني الحضاري والانساني في التعامل عملا لا اقوال مفرغه.
في حين ملاحظة احلال الكراهية والعنصرية وسعي البعض للهيمنة على العالم من خلال فرض القطب الواحد بالقوة والتطويق للآخرين.
وكأن لاحق لهم في العيش الا من خلال الضعف والتبعية، والاستكانة. نعلم ان الوقوف في وجه الدول الكبرى والكفاح الممض من اجل التخلص من آفة السلاح النووي ومحاولة الاستئساد على بعضهم البعض وعلى الاخرين الأضعف سيكلف دول العالم الثالث والشعوب الفقيرة في اي مكان التلويح بقطع المساعدات الغذائية او العينية النقدية من هذه الدول بقطعها، او قطعها فعلا.
ولكن ذلك اهون من اجل البقاء بدلا من الفناء المجاني الرخيص ، وفي هذه الحالة سيكون على الدول والشعوب الاضعف رفع الهمم واستنفار الشباب في العمل والنشاط الاضافي لتعويض بلدانهم بالموارد ، والشباب اقدر .
ان مهام المرحلة الصعبة القادمة سيتوجب النضال من أجل الحرية والسيادة والتسامح والتعايش إذ فليس من حق أحد أن يشعر بأحقيته في الاستئساد على الآخرين والاستحواذ على عيشهم وحريتهم وسيادتهم على أرضهم.
وقد وجدنا على هذه الارض جميعا احرارا لنتعايش، ولافضل لأحد على أحد ولا سيادة لأحد على الآخرين بمنطق الهيمنة والقوة والعنصرية المقيته.
ان كفاح شعوب العالم أجمع لإرساء السلوك المدني الانساني الحضاري في التعايش وحده سيجنب البشرية الخراب والدمار، والاستخفاف بالنوع البشري وارواح الناس.
ويبسط في الارض والكون لونا اخر من التعايش والتآلف والاحترام المتبادل والتعاون لإرساء الامن والأمان والاستقرار والتطور والسلام.