عارف الدوش
مع صورة لتلميذات عبسيات ذاهبات إلى المدرسة كتب الفنان والرسام والشاعر والقاص عبد الفتاح عبد الولي في صفحته الفيسبوك ” ما يلي : تلميذات من الأعبوس في طريقهن إلى المدرسة.صباح اليوم الأربعاء16/2/2022وأنا عائد من عدن – وادي الأعبوس/الرام الأسفل.
وبعد يومين قرأت بيان تضامني مع عبد الفتاح لانه تعرض لتهديد يطالبه بمسح المنشور أو سيمسحه من على الأرض .. يا ساتر .
أين كان صاحب التهديد ؟! ومن اين جاء ؟! واين عاش؟ وماذا قرأ؟ ومن حشى رأسه بمعلومات مزيفة ؟ ألم يعلم بأن العبسيات من أوائل نساء اليمن اللاتي خرجن إلى العمل والدراسة.
ليعلم هذا المُهدد المسكين المغرر به أن الأعبوس مشهورة بتعليم المرأة من وقت مبكر جدا ففي أول دفعة من طلاب وطالبات جامعة صنعاء كانت العبسيات يتوزعن على مقاعد الدراسة الجامعية باعداد لفت أنظار الملتحقين والملتحقات بجامعة صنعاء والنخب المتعلمة والمثقة في العاصمة صنعاء وكانت الطالبات العبسيات في جامعة صنعاء حديث الناس يومها.
وقد كتب عن ذلك كثيرون منهم الأستاذ عبد الرحمن بجاش … ولا أعتقد أن الشاعر العبسي عبد الكريم الرازحي سينسى زيارتهن إلى منزله للاحتجاج على تعليق له حول العبسيات في جامعة صنعاء عندما كان كل من يقابل الرازحي يتحدث عن الطالبات العبسيات وعددهن المتزايد في جامعة صنعاء .. فعلق الرازحي تعليقاً يبعد عنهن عيون الحساد فأثار تعليقه الطالبات العبسيات فبعضهن ذهبن إلى منزله للإحتجاج.
ألم يقرأ هذا الذي هدد الأديب والشاعر والفنان التشكيلي عبد الفتاح عبد الولي بالويل والثبور وعواقب الأمور وفي مقدمتها المسح من الأرض لمجرد أنه نشر في صفحته صورة لطالبات عبسيات بعمر الزهور ذاهبات إلى المدرسة..ألم يقرأ أن العبسيات في عدن وتعز الحديدة كن من أوائل المتعلمات في اليمن … ولهن ادوار بارزة في التعليم والصحة والنضال من أجل الحرية والتقدم الإجتماعي والسياسي.
ولازال تاريخ ومساهمات العبسيات في بناء الوطن والتنمية خصوصاً في مجال التربية والتعليم والتثقيف والتنوير والسياسة غير مكتوب وغير مدون وبعضهن تعرضن للتعسف والمضايقات والمطاردات الأمنية بل بعضهن تعرضن للتحقيقات الأمنية من قبل جلاوزة الأمن وعبيد النظام وزبانيته في أتعس مرحلة عرفتها اليمن ” سبعينات وثمانينات القرن العشرين الماضي ”
فيا هذا المُهدد والمُتوعد- بضم الميم – هون على نفسك ووفر تهديداتك وطاقتك للدفاع عن الوطن وليس ضد من نشر صورة طالبات بعمر الزهور.
وقبل الختام فلينظر هذا المسكين المُهدد والذي يبدو عليه أنه خرج من القرون الوسطى أو من مدارس ومعاهد تحفيظ الجهل والتخلف إلى الصورة المنشورة مع هذا المقال وهي لهيئة تدريس مدرسة الحرية – بني علي الأعبوس العام 1984 وليشاهد نسبة المدرسات إلى المدرسين.
مهلاً أيها الأسد الضرغام على الأديب والفنان والرسام والشاعر المسالم عبد الفتاح عبد الولي .. والنعامة على من يعتدي على الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه … بل على من يعتدي على الأعبوس نفسها يا صاحب الغيرة العمياء الكاذبة.
ادعوك هنا أن تقرأ عن تاريخ العبسيات الناصع وان تسأل من هم أكبر منك سناً إسأل أحدى عجائز الأعبوس عن مآثر العبسيات وتاريخهن المشرف ستجد الإجابة. ..