كانت شارع تعز قد نشرت فجر اليوم عن قيام مسلحين تابعين لجهات أمنية وعسكرية لمسكن امرأة في مدينة تعز بعد منتصف الليلة الماضية والتحقيق معها بعد الساعة الثانية ليلاً، وكما وعدتكم شارع تعز بنشر التفاصيل الكاملة لاحقاً، فإنها تنشر الآن التفاصيل الكاملة حصرياً.
شارع تعز – تقرير خاص
عاشت المحامية بلقيس العبدلي ليوم مرعب بدأ منذ ظهر يوم أمس الأحد وحتى عصر يومنا الاثنين.
بلقيس حضرت اجتماعاً مع وفد المبعوث الأممي إلى اليمن في مدينة تعز، وتعرضت للتهكم أولاً من العميد عبدالعزيز المجيدي أركان حرب محور تعز والذي اقتحم اجتماع الوفد طالباً من بلقيس الخروج إليه بناءً على تحريض ضدها تبين له بعد ذلك أن ما قيل عنها كذب وافتراء فاعتذر لها عما حصل.
ما أن مرت ساعات إلا وأشخاص يتحدثون إليها وهي في فندق تاج شمسان أنها مطلوبة من الأمن القومي، حسب ما أخبرها أحد أفراد الأمن القومي بتعز يدعى وليد المجيدي، إلا أن مدير الأمن القومي أفاد بعد ذلك “إذا تعرضت بلقيس للتهديد والوعيد من المدعو وليد أنه موقف عن العمل”.
وقال أنه لم يصدر منهم أي استدعاء ولا يوجد أي تكليف بالتحقيق معها كما أكد أنه لا يوجد عليها أي بلاغ.
بدأ الليل على بلقيس بشكل مرعب مع تردد أشخاص آخرين إلى جانب وليد ويريدون اقتحام غرفتها بالفندق منهم غمدان الأبيض ومحمد المجاهد اللذين ينتميان إلى الأمن السياسي في مدينة تعز.
بلقيس لم يهدأ لها بال وكذلك لم تستسلم لمحاولة مجرمي الليل من اقتحام غرفتها، وبعد التواصل مع العميد عبدالواحد سرحان أفاد أنه لم يكن على اطلاع بذلك ولم يصدر منه أي توجيهات بالتحقيق معها وكذلك تأكيده بعدم وجود أي بلاغ ضد بلقيس.
سبق ذلك هيئة شرطة تعز أن أكدت أنه لا يوجد بلاغ ضدها وأنها في أمان ولن ينال أحد منها أو من كرامتها وذلك ما لم يتم الوفاء به.
بلقيس تتفاجئت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بطرق بابها بقوة من قبل ثلاثة أشخاص يزعمون انتمائهم للأمن السياسي وبجانبهم امرأة اسمها حنان تدعي أنها من الشرطة النسائية، ورفضت بلقيس فتح الباب إلا بعد أن تواصلت مع أركان حرب محور تعز المجيدي والذي أمرها أن تفتح الباب وأنه لن يحدث لها شيء .
بلقيس وهي مرعوبة من الذي يحدث لها رغم مواقفها مع تعز منذ أكثر من عشرين عام وليس فقط منذ العام ٢٠١٤م، ولم تتوقع أن تقف هذا الموقف منذ بداية الحرب على الرغم انها تسكن وتتواجد في مناطق الحوثيين الذين هم أكثر خطراً على المجتمع كما يقال عنهم.
استمر التحقيق معها وتفتيش هاتفها وغرفتها وتفتيش رسائلها حتى الرابعة فجراً.
لم يجدوا شيء لديها ولا في هاتفها ولا في رسائلها سوى حبها لتعز وأبناءها وأن موقفها العلني ذاته الموقف في السر.
اتهمت بلقيس أنها قالت أن القذيفة التي سقطت في حي الروضة قبل يومين أن مصدرها المدينة ولم يكن مصدرها من مناطق الحوثيين وهي لم تقل ذلك البته، وفقاً لإفادتها لشارع تعز واتُهمت ببعض كتاباتها المنشورة في صفحتها على الرغم أن كتاباتها لم تنال من أي جهة بعينها تضيف.
بعد تدخل المبعوث ومكتبه في التواصل مع أعلى مستويات في سلطة الشرعية والرئاسة والتواصل مع المحافظة والمحور، أسفر الأمر عن إعادة بطاقة بلقيس وتقديم الاعتذار لها صباح هذا اليوم.
بلقيس غادرت تعز ووصلت الآن الحوبان عائدة إلى منزلها بعد إلغاء برنامج تدريب لها كان المفترض يبدأ من يوم غداً الثلاثاء مع منظمة سفروورد الدولية في تعز.
ما حدث لبلقيس يعد جريمة انتهاك حرمة مسكن وجريمة تهديد وانتهاك خصوصيتها والتفتيش دون أمر قضائي.
ما حدث أظهر أن هناك مليشيات تتحكم بزمام الأمور في مدينة تعز، وسبق وأن غادر مدينة تعز عدد من الناشطين والناشطات نتيجة ما تعرضوا له من اعتقال واخفاء قسري لأيام والبعض لأشهر ثم يتم إطلاق سراحهم ويغادرون المدينة مرعوبون من الذي يحدث لهم مع تنصل كل الجهات الأمنية والعسكرية عن مسؤوليتها تجاه ما يحدث والتي تدعي دائماً عدم علمها بذلك