كتب/ رياض السامعي: من تحت الأنقاض، بدأت أصواتٍ هامسة في كتالونيا، تخرج كرؤوس الثعابين من جحورها بعد أن دفنت هناك لأكثر من 10 أعوام.
هذه الأصوات هي لـ”مشجعين” طارئين تجرأوا فجأة على الظهور والتطاول على الميرينجي عملاق الأندية العالمية وكبيرها وملكها، بعد تراجع أدائه خلال الشهور الماضية في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأسباني وتسيده لسنوات.
يحدث هذا دون ان تتجرأ ذات الأصوات على تشريح تاريخ ناديها! ودون ان تتذكر حقاً حجم الكارثة التي عاشها برشلونة في أوروبا على مدار عقدٍ كامل؟.
عقدٌ من كرة القدم الممتع تحوّل فيه صغير كتالونيا إلى “فريسة سهلة” تُطارَد في كل ممرات دوري الأبطال! والدوري الأوروبي.
– فمنذ 2015 وحتى 2024، تحوّل الكامب نو إلى مسرحٍ للمآسي المتكررة وللنحيب والعويل في أكبر كارثة بكاء عاشها ناد رياضي خلال مدة زمنية حاول خلالها الصعود إلى القمة حيث يقف الكبار متوجون بالمجد.
خلال ذات الفترة كان ريال مدريد – ملك أوروبا المُتوج – يُحقق 5 ألقاباٌ من أصل 9، وكان فيها برشلونة يغوص في دوامة من الانهيارات باحثا في ليالي الخميس عن منفذ، يخرجه إلى دائرة الضوء!
وإليكم أبرز محطات رحلة الخزي التي عاشها الكتلان من الانهيارات إلى الكوارث الأسطورية.
– 2015/2016: البداية كانت بفقدان التوازن أمام أتلتيكو مدريد (2-3)، وكأنها نذيرٌ لما سيأتي!
– 2016/2017: عاصفة يوفنتوس تجتاح الكامب نو (0-3)… الأهداف تلاشت كالسحر!
– 2017/2018: كارثة روما! تقدم 4-1 في الذهاب، ثم انهيار تاريخي في الإياب (3-0)…
هدفٌ خفيّ باسم “قاعدة الأهداف خارج الديار” يدفن الأحلام!
– 2018/2019: العار الأكبر! تقدم 3-0 على ليفربول، ليعود الإنجليز بـ”ريمونتادا شيطانية” (4-0) ويصنعون مجزرة في الأنفيلد!
– 2019/2020: المذبحة التي هزت العالم! (2-8) أمام بايرن ميونخ… رقمٌ يُنقش على جدار العار!
– 2020/2021: باريس سان جيرمان يُنهي الحلم مبكراً (2-5)… ومبابي رقص منتشيا على أنقاض دفاع أشباح!
– 2021/2022: السقوط إلى الدوري الأوروبي، ثم الخروج أمام فرانكفورت… هبوطٌ إلى القاع!
– 2022/2023: كابوس مانشستر يونايتد يطاردهم حتى في الدوري الأوروبي!
– 2023/2024: باريس سان جيرمان تُسدد الرصاصة الأخيرة (6-4)… النهاية المأساوية لعقدٍ دموي!.
وفي حين كان برشلونة يُجمّع الإهانات ويحمل مشجعيه العار موسما لعد آخر، كان الكبير #ريال_مدريد يكتب سطور المجد بأحرف من ذهب وبـ 5 ألقاب من أصل 9 ، منها ثلاثية تاريخية خلال (2016-2018).
عندها قاسم مدريد أندية (ليفربول وبايرن وتشيلسي ومانشستر سيتي) الاحتفال الأوروبي الكبير، في حين انحسر الكتالوني صامتا يُراوح مكانه في الظل!.
الآن وأنا أتابع ما يكتبه “مشجعوا المزاج الكتالوني” بعد خسارة الميرينجي أمام أرسنال في ذهاب ربع نهائي الطولة للموسم الحالي 2024-2025م لا أستطيع إلا أن أتسائل كما يتسائل غيري!!
لِمَ تتطاولون الآن؟ أين كنتم حين كان الفريق يُذبح موسمًا تلو آخر؟ فالبرسا لم يعد ذلك الوحش القادر على افتراس الألقاب… وهذه حقائق الأرقام.
وقبل أن ترفعوا رايات النصر الوهمية، تذكروا فقط أن عصر الهيمنة الكتالونية قد ولى منذ زمن، وعليكم أن تتذكروا أيضاً عقدكم الأسود الذي لن تمحو عاره تغريدة عابرة!.
وأخيرا إذا لم يستطع البرشا النهوض وغسل عاره خلال هذا الموسم، فلن يستطع النهوض مرة أخرى، وقد يحتاج إلى عقد آخر! للعودة، وإلى حين تتكرر كبوة حصان مدريد، التي آراها لن تحدث إلا بعد 10 أعوام على الأقل.