■ الهديان: رجلنا علي عبد الله صالح المشترك في قتل الحمدي
■ الهديان: شكلنا مجلس الرئاسة بتوجيهاتي
■ مسلم: الغشمي قتل قبل أن يتم دوره، وسلطنا على العرشي من يرهبه.
■ مسلم للأمير سلطان: قلنا للمشائخ علي عبدالله صالح رجل المملكة ندعمه بكل إمكانياتنا ولن نسمح لأحد بمعارضته.
■ مسلم: سأصل صنعاء بمال يكفي لحسم الموقف وهدفنا إضعاف الشمال والجنوب وادفعوا لصالح أي مبلغ ضد عدن.
شارع تعز – خاص
كل شيءٍ في اليمن بدا مستباحاً وممكناً أمام النظام السعودي ومخابراته منذ اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم محمد الحمدي وحتى الآن.
وباغتيال الرئيس الحمدي حقق النظام السعودي مبتغاه وتمكن عبر أدواته المحلية وعملائه من السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية والتحكم بإدارتها وارتهان قرارها وسيادتها واستقلالها لمخططاته التدميرية التي سعت إلى تدمير مفهوم الدولة وتدمير اقتصادها واشاعة الفوضى في أجهزتها الإدارية والعسكرية.
وبرغم أن قضية اغتيال الحمدي عُرفت لدى الجميع أنها بتخطيط وتنفيذ سعودي كامل شارك فيه مسؤولون يمنيون أبرزهم الرئيس الغشمي والشيخ عبد الله الأحمر والرئيس علي عبد الله صالح وعدد من عملائها المحليين، إلا أن رواية مشاركة الرئيس صالح في عملية الإغتيال ظلت قضية تتراوح بين التأكيد والنفي وعمل نظامه خلال سني حكمه على التشكيك بها وتبرئة ساحته منها.
وثائق جديدة حصلت عليها شارع تعز تؤكد بلا شك إشتراك صالح في عملية الاغتيال للشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي والثمن الذي تقاضاه صالح في هذه الجريمة البشعة.
الوثائق وهي سلسلة برقيات اعترضتها السفارة الأمريكية في جدة عقب اغتيال الغشمي وهي لمسئولين سعوديين أكدت قطعياً مشاركة أسرة الغشمي والملحق السعودي العسكري صالح الهديان وعلي عبد الله صالح في عملية القتل.
البرقيات المتبادلة بين الأمير سلطان ابن عبد العزيز وعلي مسلم مسئول الملف اليمني حينها في الديوان الملكي السعودي مع الملحق العسكري السعودي في سفارة الرياض بصنعاء صالح الهديان كشفت التدخل السعودي في شؤون البلد وإدارته والكيفية التي استطاع فيها النظام السعودي تنصيب عملاءه المحليين على رأس السلطة ابتداءً من الضباط والجيش والمسئولين وأعضاء مجلس الشعب والمشائخ وصولاً إلى أعلى منصب في هرم السلطة .. رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة.
■ الهديان: شكلنا مجلس الرئاسة بتوجيهاتي
– إثر مقتل الغشمي عمل النظام السعودي وعبر ملحقه العسكري بصنعاء على تشكيل مجلساً للرئاسة اليمنية وفقاً للبرقية الموجهة من صالح الهديان إلى علي مسلم والتي كشفت أن الشعور العام بعد مقتل الغشمي هادئاً وكل شيء يجري ضد عدن.
وقالت البرقية أنه تم تشكيل مجلس الرئاسة وفقاً لتوجيهاته على النحو التالي :”العرشي رئيساً، الشيبة قائداً عاماً وعضوا، علي عبد الله صالح عضواً ونائباً للقائد العام ورئيساً للاركان، عبد العزيز عبد الغني عضواً”.
نص البرقية
“البرقية رقم 901 بتاريخ “1978/6/24م” من صالح الهديان إلى معالي على مسلم انتباه “تم بتوجيهاتي مايلي: مجلس الرئاسة .. العرشي رئيساً، الشيبة قائداً عاماً وعضوا، علي عبد الله صالح عضواً ونائباً للقائد العام ورئيساً للاركان، عبد العزيز عبد الغني عضواً . وكل شيء ضد عدن. الشعور العام هادئ بعد مقتل الغشمي توجيهاتكم ” التوقيع/ صالح الهديان.”
■ مسلم: الغشمي قتل قبل أن يتم دوره وابحثوا عن بديل له
– مسئول الملف اليمني بالديوان الملكي السعودي في برقية رده أمر ملحقه العسكري بسفارة الرياض بصنعاء بجعل مقتل الغشمي قميص عثمان وطالبه بالبحث عن بديل للغشم الذي قُتل قبل أن يتم دوره إضافة إلى مراقبة العرشي، متسائلاً عما حدث للغشمي دون انتباه المخابرات السعودية ومخابرات صنعاء.
نص البرقية
“برقية رقم( 8792) في “1978/6/24م”من علي مسلم إلى سعادة صالح الهديان. اجعلوا من مقتل الغشمي قميص عثمان وابحثوا عن بديل لا نحمله كما حملنا السابق الذي قُتل قبل أن يتم دوره. راقبوا العرشي وزودونا بمعلومات أكثر عنه وعن الوضع.. كيف حدث ما حدث .. دون أن تنتبه مخابراتنا ومخابرات صنعاء. التوقيع / علي مسلم”.
■ الهديان: رجلنا علي عبد الله صالح المشترك في قتل الحمدي
– ويوضح الملحق العسكري السعودي صالح الهديان في برقية الرد أن رجال المخابرات في القيادة يسهرون ويسكرون ولم ينتبهوا مشككاً بقدرة مخابرات صنعاء.
ويلفت إلى أن القاضي عبد الكريم العرشي أبعاده السياسية محدودة وأنه يشك في صلاحياته كمنقذ.
ويكشف الهديان في برقية أخرى تلتها بثلاثة أيام أن آل الغشمي يخشون على وضع يحاسبهم على قتل الحمدي والآخرين، مُبدياً خشيته أيضاً على نفسه.
واقترح الهديان أن يتم تنصيب علي عبد الله صالح رئيساً للبلاد باعتباره رجل السعودية واشترك فعلياً في قتل الحمدي، مبيناً أن الموقف خطير والشعب اليمني صار ملتهباً.
نص البرقية
“برقية رقم (903) في “1978/6/26م” من صالح الهديان إلى علي مسلم اخبرونا في القيادة انهم يسهرون ويسكرون فلم ينتبهوا . مخابرات صنعاء مشكوك في قدرتها. العرشي إداري قدير لكن أبعاده السياسية محدودة أشك بصلاحياته كمنقذ دون ثنائي…التوقيع / صالح الهديان”
نص البرقية
“برقية(918) في “1978/6/29م”من صالح الهديان إلى معالي علي مسلم وصول الشيخ عبد الله الاحمر والمشائخ بجموع كبيرة أزعجنا وأربكنا. آل الغشمي يخشون على وضع يحاسبهم على قتل الحمدي والاخرين. وأنا معهم. أرى أن رجلنا هو علي عبدالله صالح المشترك في القتل. الشعب اليمني ملتهب الموقف خطير توجيهاتكم. التوقيع/ صالح الهديان”
طلب مسئول الملف اليمني في الديوان الملكي بالرياض في برقية تعقيبية من ملحقه العسكري بصنعاء دفع أي مبلغ لعلي عبد الله صالح لاستخدامه في عدن، وإرهاب عبد الله الأحمر والمشائخ.
■ مسلم: سأصل صنعاء بمال يكفي لحسم الموقف وهدفنا إضعاف الشمال والجنوب وادفعوا لصالح أي مبلغ ضد عدن.
مسلم أكد في برقية لاحقة أنه سيصل إلى صنعاء على طائرة خاصة بمال يكفي لحسم الموقف وطالب الهديان بالتفاهم مع قادة الوحدات والضباط وتقديم المساعدة اللازمة لهم وكذلك مع أعضاء مجلس الشعب.
مسلم حرض الهديان على استخدام لغة الارهاب خاصة مع المشايخ، مؤكداً أنه لم يبق من يستطيع المقاومة وكلهم بحاجة الى المال، مركداً أن هدف السعودية هو إضعاف الجنوب والشمال وليس إشعال حرب حقيقية، وأن حادث الغشمي يخدم مخططهم.
نص البرقية
“برقية(8796) في “1978/6/29م” من علي مسلم الى سعادة صالح الهديان إدفعوا إلى رجلنا أي مبلغ مما أرسلناه الى الغشمي أخيراً لاستخدامه في عدن. وأرهبوا عبدالله الأحمر والمشايخ حتى يخرجوا من صنعاء لا تقلقوا فقد اضعفهم المخطط وسلبهم القدرة على التأثير .التوقيع / علي مسلم”.
نص البرقية
“برقية(8815) في “1978/7/2م” من علي مسلم الى سعادة صالح الهديان سأصل إلى صنعاء في طائرة خاصة بمال يكفي لحسم الموقف. يتم تفاهمكم مع قادة الوحدات والضباط وتقديم المساعدة اللازمة لهم وكذلك مع أعضاء مجلس الشعب. استخدموا لغة الارهاب خاصةمع المشايخ. لم يبقى لديكم من يستطيع المقاومة وكلهم بحاجة الى المال وسوف اتصرف عند وصولي. تقرير المندوب الامريكي لا قيمة له لانه هدفنا إضعاف الجنوب والشمال وليس إشعال حرب حقيقية. وحادث الغشمي يخدم المخطط برغم أنه ليس من ترتيبنا.التوقيع/علي مسلم”.
■ مسلم للأمير سلطان: قلنا للمشائخ علي عبدالله صالح رجل المملكة ندعمه بكل إمكانياتنا ولن نسمح لأحد بمعارضته.
وفي برقيته الموجهة للأمير سلطان بن عبد العزيز يطمئن مسئول الملف اليمني بالديوان الملكي السعودي أميره بحسم الأمر لصالح تنصيب صالح رئيساً للبلاد وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
ويقول أنه لم يكتفِ بسكوت المشائخ بما فيهم الشيخ عبد الله الأحمر وأمرهم بتأييد رجل السعودية علي عبد الله صالح لافتاً بالقول “أن علي عبدالله صالح رجل المملكة ندعمه بكل إمكانياتنا ولن نسمح لأحد بمعارضته”.
نص البرقية
“برقية(8858) في 1978/7/3م انتباه ! سمو الامير سلطان لم نكتف بسكوت المشايخ. أمرناهم بتأييدهم لرجلنا.. عبدالله الاحمر وآخرين معه كانوا ضيوفي على الغداء. وقلت لهم بحزم أن علي عبدالله صالح رجل المملكة ندعمه بكل إمكانياتنا ولن نسمح لأحد بمعارضته. سلطنا على العرشي من يرهبه. وسيتم اختيار رجلنا رئيساً وقائداً عاماً يوم الثلاثاء القادم وكل شئ على ما يرام توجيهاتكم.التوقيع/ على مسلم”.
– تنويه: كانت شارع تعز قد نشرت هذه المادة في وقت سابق وتعيد نشرها في ذكرى أغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي