● مليشيا الحشد الشعبي بندقية الإصلاح القاتلة لمشروع استعادة الدولة [اقتحام المدينة القديمة وجرائم مليشيا الحشد الشعبي (4 -1)]
– أبرز الأسماء التي قادت معركة المدينة القديمة ضد جماعة أبي العباس
– كيف خذل التحالف العربي والمنطقة الرابعة جماعة أبي العباس في مواجهته مع مليشيا الإصلاح
– مليشيا الحشد الشعبي نفذت عمليات قتل متعمدة ضد المدنيين ومنعت اسعاف المصابين.
■ خاص – صفحة شارع تعز
بعد الإعلان عن تخرج الدفعة الثانية من مليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح (الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن) في 10 مارس 2019م أوكل الإصلاح لمليشياته مهمة جديدة تتمثل بضرورة التخلص من كتائب أبي العباس ذات التوجه السلفي والمتمركزة داخل مدينة تعز القديمة بعد قيامها بتسليم مواقع ومبان حكومية كانت تحت سيطرتها إلى الشرطة العسكرية إبان فترة المحافظ السابق أمين وأبرز هذه المواقع قلعة القاهرة المطلة على المدينة القديمة.
وبرغم أن الاتفاق كان يقضي بضرورة تسليم جميع المواقع الأثرية والمباني الحكومية التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة داخل المدينة وفي مقدمتها جماعة أبي العباس ومليشيا الإصلاح وقوات الجيش، إلا أن حزب الإصلاح نكث بالاتفاق عمل في الفترة اللاحقة على التخلص من المحافظ أمين محمود وكان له ما أراد وتم تعيين نبيل شمسان الذي تمكن الاصلاح عبره من السيطرة على القرار وتوجيهه وفقا وما يخدم مخططاته وتمكن الإصلاح من السيطرة على المواقع التي سلمتها جماعة أبي العباس وحسم عبرها المعركة مع جماعة أبي العباس لصالحه.
● حرب المدينة القديمة ومعركة الحشد الشعبي الأولى مع جماعة أبي العباس
في 18 من شهر مارس 2019م قتل الضابط عبد الله مقبل المخلافي وأصيب الجندي محمد منير مهيوب ينتسبان إلى اللواء 22 ميكا في جولة سنان الخاصعة عمليا لسيطرة الكتيبة الرابعة في اللواء 22 ميكا والتي يقودها بكر صادق سرحان نجل قائد اللواء 22 العميد صادق سرحان.
وحسب المذكرة الموجهة من محافظ تعز إلى قائد جماعة أبي العباس عادل عبده فارع بناء على مذكرة مدير شرطة تعز العميد منصور الأكحلي (إخواني) تم اتهام 4 أشخاص بتدبير عملية القتل بينهم طفل في الخامسة من العمر هو كمال يوسف الحياني.
وحسب الوثيقة وافق أبو العباس على تسليم المتهمين وكلف أحد ضباطه رفقة سيارتين عسكريتين بالتوجه إلى إدارة الأمن وتسليم المتهمين.
وعلى الرغم من موافقة المتهمين على أنفسهم للجنة الأمنية بتاريخ 20 مارس عقب يوم واحد من إصدار أمر القبض عليهم إلا أن مليشيا الإصلاح بدأت حربها العدائية للتخلص من جماعة أبي العباس تحت مسمى حملة أمنية للقبض على المطلوبين أمنيا.
وأكد مصدر خاص لصفحة شارع تعز أن حزب الإصلاح قرار التخلص من جماعة أبي العباس في العام 2018م بهدف استكمال سيطرته العسكرية والأمنية على المدنية ورفض الأخير مغادرة المدينة إلى منطقة الكدحة وتسليم المدينة القديمة لقوات الجيش التي يسيطر عليها الحزب.
ولفت إلى أن الحملة الأمنية كانت شماعة استخدمها الإصلاح للتخلص من جماعة أبي العباس بعد استكمال الحزب لتجهيز وتدريب قواته المسماة بالحشد الشعبي وتيقنه من حسم المعركة لصالحه.
المصدر أشار إلى أن الفترة التي سبقت الحملة شهدت احتقانا شديدا بين جماعة أبي العباس وجماعة الإخوان كما شهدت استهداف للكثيرين من أفراد جماعة أبي العباس من قبل قوات الإصلاح وزادت عقب رفض جماعة أبي العباس الانسحاب إلى جبهة الكدحة بعد موافقتها مسبقا وتلقيها توجيهات من قائد المنطقة العسكرية الرابعة بالبقاء في المدينة.
المصدر لم يستبعد قيام حزب الإصلاح بتصفية الضابط المخلافي واتخاذ القضية كذريعة لبدء حربه الهادفة للتخلص من جماعة أبي العباس مبينا أن المخلافي قبل مقتله كان على خلاف شديد مع نجل قائد اللواء 22 ميكا وقائد الكتيبة الرابعة بكر صادق سرحان بسبب مستحقات مالية كان يطالب بها المخلافي.
وكانت مذكرة بتاريخ 2018/12/8 م موجهة من قائد جماعة أبي العباس قد أكدت ماذهب إليه المصدر وكشفت عن قيام طقم عسكري تابع لإدارة الأمن (خاضعة لسيطرة الإخوان) بقيادة الضابط أمين خصروف بالاعتداء على أحد أفراده يدعى محمد غانم الوصابي واختطافه مع سلاحه ودراجته إلى جهة مجهوله، وأمرت مذكرة أخرى من قائد المنطقة العسكرية الرابعة جماعة أبي العباس بالبقاء في المدينة مؤكدة وقوف المنطقة إلى جانب الجماعة ضد من يعرقل عملية تحرير تعز (في إشارة إلى قوات حزب الإصلاح).
ويرى المصدر أن التحالف العربي وقيادة المنطقة الرابعة ساهموا بشكل مباشر في تسليم جماعة العباس لمخالب الحشد الشعبي بعد تخليهم الكلي عنه مع بدء المعركة مشير أن جماعة أبي تعرضت للخيانة من قبل التحالف العربي والمنطقة الرابعة الذين تركوه وحيدا في مواجهة مليشيا الحشد الشعبي رغم تطميناتهم السابقة له بالوقوف إلى جانبه ومساندته.
● الحملة الأمنية الأولى (قادة الحملة والقوات المشاركة)
يوضح المصدر لصفحة شارع تعز أن الحملة الأمنية الأولى التي شهدت معارك عنيفة على مدى أسبوع بين قوات الحشد الشعبي وقوات الجيش المساندة وقوات أخرى من جهة وبين قوات أبي العباس من جهة أخرى، قادها فعليا كل من وكيل المحافظة لشون الدفاع والأمن اللواء عبدالكريم الصبري ، وبكر صادق سرحان نجل قائد اللواء 22 ميكا ، وعبده فرحان سالم وضياء الحق الأهدل إلى جانب رئيس المحور اللواء سمير الحاج ، ومدير شرطة المحافظة العميد منصور الأكحلي ، وقائد الشرطة العسكرية العميد جمال الشميري، إضافة إلى وكيل المحافظة عبد القوي المخلافي.
وينوه إلى أن القوات المشاركة في المعركة تكونت من كلٍ من : قوات الحشد الشعبي غير الرسمية التابعة لحزب الإصلاح ، الكتيبتين الرابعة والخامسة في اللواء 22 ميكا ، قوات من اللواء الخامس حرس رئاسي ، واللواء 17 مشاه وكذلك مجاميع من المليشيات المسلحة داخل المدينة والتي يديرها بكر صادق سرحان، إضافة إلى قوات تابعة لإدارة الأمن (معظم أفرادها من قوات الجيش تم انتدابهم للعمل في إدارة الأمن بعد تجميد حزب الإصلاح لرجال الأمن المنتسبين للإدارة بتهمة انتماءهم للنظام السابق.
● حصار واقتحام المدينة
وفقا لتقارير حقوقية فرضت مليشيا الإصلاح حصار مطبقا على المدينة القديمة قبيل اقتحامها ونشرت عشرات التجمعات المسلحة على مداخل المدينة والشوارع المؤدية إليها.
وقالت منظمة حق وهي منظمة مستقلة معنية بالدفاع عن الحقوق والحريات في تقرير لها أن عدد عناصر كل تجمع من هذه التجمعات بلغت ما بين 30 – 40 مسلحا مبينة أن هذه مليشيا الحشد الشعبي اتخذت من شارع العواضي القريب من باب موسي موقعا لها ونشرت تجمعات مسلحة في شارع التحرير الأعلى المحاذي للباب الكبير وكذلك على مداخل جولة وادي المدام وممراتها الفرعية.
وأوضحت أن العناصر المسلحة للحشد الشعبي قامت بمزاولة الدوريات المسيرة حول المدينة القديمة لافتة إلى أن حشودها وتمركزها امتد على امتداد المرتفعات المطلة على المدينة من الجهة الجنوبية مباشرة لتصبح أحياء المدينة مكشوفة أمامها كما اتخذت من قلعة القاهرة مرتكزاً رئيسياً لعمليات القصف بمختلف الأسلحة وأعمال القنص الموجهة باتجاه أحياء المدينة المكتظة بالسكان المدنيين.
مليشيا الحشد الشعبي (الإخوانية) بعد الانتهاء من إجراءات إحكام الحصار على كامل المدينة وفقا للتقرير باشرت بإجراءات المراقبة والتفتيش على مداخل المدينة وظلت المدنية طيلة سبعة أيام متعاقبة ( فترة الحصار الذي فرضته عليها المليشيات) تعاني أوضاعاً سيئة وحياة مشلولة.
التقرير أكد أن المحلات التجارية أوصدت أبوابها وتعطلت الحركة الطبيعية في المدينة وغابت عن شوارعها وسائل النقل والمواصلات منوهة إلى تعرض سكانها من الأهالي لوسائل متعددة من الضغوط والترويع مارستها عليهم مليشيات الحشد الشعبي التي كثفت من تواجدها ومضاعفة التضيق على مداخل ومخارج المدنية من كافة أبوابها الرئيسية ومخارج أزقتها وشوارعها الفرعية.
رفضت مليشيا الحشد الشعبي توجيهات محافظ تعز نبيل شمسان الصادرة بتاريخ 2019/3/22 م القاضية بإيقاف الحملة الأمنية كونها خرجت عن أهدافها المعلنة بالقبض على مطلوبين أمنيا كما رفضت أمرا آخرا من وزير الدفاع بوقف الحملة بتاريخ 23 مارس 2019م واستمرت بعمليات القصف من خارج المدينة بكثافة وبعشوائية قاسية على مساكن المدنيين مع ارتفاع وتيرة الخوف والهلع والإرباك لدى سكان المدينة بمختلف فئاتهم العمرية دون أن تكون تلك الهجمات محددة الأهداف حد وصف التقرير الذي أكد أن عمليات القصف حولت حياة المدنيين إلى جحيم مستعر وتعرض عديد من أبناء المدينة لإصابات مضاعفة ووعمليات قتل نتج معظمها عن أعمال القنص٠
● القتل العمد ومنع اسعاف المصابين وملاحقتهم
منعت مليشيا الحشد الشعبي وصول الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لإسعاف المصابين والجرحى داخل المدينة القديمة وقامت بملاحقة بعض المصابين ومنعهم عن الوصول إلى المراكز الطبية والمستشفيات خارجها كما فرضت حصارا مطبقا على المستشفى الوحيد بالمدينة القديمة (مستشفى المظفر) الأمر الذي دفع المستشفى إلى توجيه نداء استغاثة في 22 مارس 2019م لقيادة السلطة المحلية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية كشف من خلاله أن المستشفى مهدد بالاغلاق جراء النقص الحاد في الادوية والمحاليل الوريدية ومواد التخدير مقابل الارتفاع المتزايد لعدد المصابين والجرحى.
وحسب تصريح منظمة أطباء بلا حدود في 26 مارس اسفر هجوم مليشيا الحشد الشعبي على المدينة القديمة عن مقتل 5 مدنيين وإصابة أكثر من 91 آخرين.
تقول منظمة حق في تقريرها “من الشواهد لتلك الممارسات تعرض الطفلين الشقيقين ( إبراهيم 9 سنوات وعبدالرحمن 14 سنة ) للإصابة المباشرة من شظايا قذائف سلاح (ار بي جي) جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية بمنطقة ( وادي المدام ) في تاريخ 23 مارس 2019م حيث كانت مصادر النيران موقع تمركز الحشد الشعبي في حي العقبة يبعد مسافة 300 متر تقريباً عن منزل الضحيتين المستهدف من القصف والواقع في إحدى حارات منطقة ( وادي المدام ) إحدى الاصابات كانت بليغه والأخرى متوسطة في منطقتي اليد والرجل وقد باشر والدهما بإسعافهما إلى إحدى الحوانيت التي استخدمت كعيادة إسعاف اولية وكان وصولهم إليها بصعوبة بالغة ونظراً لإصابة الطفل إبراهيم التي وصفت بالخطيرة اضطر والده على اجتياز المخاطر وتجاوز حواجز المنع المفروض على المدينة المنكوبة وإسعافه إلى مستشفى الثورة فى ي اليوم الثاني على إصابته وقد تم إخراج الطفل المصاب من المدينة بطريقة مموهة عبر الحواري والأزقه تجنباً لأعمال القنص الموجهة باتجاه المارة وكل ما يتحرك على الأرض وتجنباً للسير باتجاه أبواب المدينة الرئيسية ومخارجها المحاصرة والموصدة أمام عمليات إسعاف المصابين وكان طريق وصول الطفل المصاب إلى مستشفى الثورة محفوفاً بالمخاطر حيث أجريت له الإسعافات الطبية اللازمة وبعدها تم نقله مباشرة الى مدينة عدن لإكمال علاجه هناك”.
وتوضح بالقول “من المشاهد الأخرى للانتهاكات وجرائم القتل التي طالت الأهالي جرائم أعمال القنص التي نفذتها عناصر الحشد الشعبي من خلال قناصة محترفين بعد أن اعتلت أسطح المباني الخاصة والعامة ومنها مبنى محكمة الاستئناف ومبنى مدرسة ثانوية تعز الكبرى وعدد من المنازل الواقعة في شارع العواضي وباشرت بارتكاب جرائمها التي أودت بحياة العديد من المارة على الطرقات وما بين الشوارع الفرعية وأزقة الحارات تصويبات دقيقة ومباشرة في أماكن قاتلة من جسم الضحية في مناطق القلب والرقبة والصدر تفضي إلى قتل الضحية في الحال”.
ويؤكد التقرير أن من الشواهد لتلك الجرائم المتعمدة تلك الجريمة التي أودت بحياة ثلاثة من الضحايا خلال لحظات معدودة في منطقة (وادي المدام) بتاريخ 2019/3/21 م عند الساعة الثانية عشر ظهراً عند خروج الضحية هشام عبدالناصر (21 سنة) من منزله وبعد عدة خطوات لا تتجاوز أربعة أمتار تعرض لعملية قنص بطلقة نارية مباشرةٌ في منطقة القلب وبعد لحظات خرج شقيقه الأكبر رشدي (29 سنة) لإسعافه لكنه تلقى طلقتين مباشرة في منطقة القلب وجارهما الضحية يحيى الصنعاني (33 سنة) بعد مشاهدته سقوط الشقيق الأكبر حاول القيام بعملية الإسعاف ليلقى حتفه بطلقة نارية في منطقة الرقبة أودت بحياته في الحال مشيرة إلى أن هذه ثلاث جرائم قتل عمد تمت خلال لحظات حيث كانت مصادر النيران من موقع مبنى مدرسة ثانوية تعز الكبرى التي تبعد عن مكان سقوط الضحايا الثلاثة بمسافة 350 متر تقريباً التي يتمركز فيها عدد من القناصة من عناصر الحشد الشعبي.