ويرى مراقبون أن الحروب البينية التي قادها متطرفوا الحزب ضد رفاقهم في قوات الشرعية خلال عامين أفرزت واقعا جديدا داخل المحافظة أزاح فيه الإخوان المسلمين معارضيهم منه عبر عديد من جرائم الاغتيالات والاعتقالات والحروب المتتالية واستفرد المتطرفون فيه بمصادر القوة العسكرية التابعة للشرعية والسيطرة الميدانية الكلية لقواته الخاصة المسماة بمليشيات الحشد الشعبي المتطرفة والعقائدية التي أسسها الحزب لإنجاح هذا الغرض.
ووفقا لمعلومات خاصة يسعى إخوان تعز خلال المرحلة المقبلة إلى إحكام قبضتهم الأمنية والعسكرية على المحافظة واستكمال السيطرة على مديريات أخرى متاخمة لمناطق سيطرة القوات التابعة للحوثيين، كمديرية سامع المطلة استراتيجيا على دمنة خدير والراهدة (خاضعتان لسيطرة الحوثيين) والتي التزمت الحياد خلال فترة الحرب ولم تخضع لسيطرة المتحاربين.
وتؤكد المعلومات أن الحرب الأخيرة التي ستخوضها مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية تستهدف مديريتي المخا وذو باب الخاضعتين لسيطرة قوات طارق صالح المدعومة إماراتيا من أجل السيطرة عليهما قبيل توجه قوات الحشد إلى محافظتي عدن ولحج الجنوبيتين.
هذا الملف الذي ننشره على عدة حلقات (يحتوي على وثائق خاصة تنشر لأول مرة) يكشف الكثير من الحقائق حول جرائم مليشيا الحشد الشعبي التابعة للأخوان في محافظة تعز ويجيب عن السؤال الخاص بالكيفية التي تمكن فيها حزب الإصلاح من السيطرة على المناطق التابعة للشرعية بمحافظة تعز منذ البداية.
■ قبل البدء يجب الإشارة بشكل موجز إلى الوضع العام في محافظة تعز بشكل عام ومدينة تعز بشكل خاص خلال سنوات الحرب والتعرف على التغيير الذي حصل في هيكلة أجهزة الدولة منذ تحرير أجزاء منها من قبضة الحوثيين وكذلك على على الكيفية التي عمل بها حزب التجمع اليمني للإصلاح (الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين) لإعادة هيكلة الأجهزة الإدارية والأمنية والعسكرية بما يحقق أهدافه ويخدم توجهاته.
فمع انطلاق ما يسمى عاصفة الحزم العام 2014م انطلقت المقاومة بتعز وأوكلت قيادتها إلى حمود سعيد المخلافي المنتمي لحزب الإصلاح والمقرب من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر المعروف بدعمه المباشر لجماعة الإخوان المسلمين، برغم أن المقاومة تشكلت من القوى السياسية المختلفة والمستقلين وعبر المخلافي انتقلت قيادة المقاومة بشكل رئيسي الى جماعة الإخوان المسلمين (حزب التجمع اليمني للإصلاح).
وبحكم الدعم المباشر الذي تلقته وتتلقاه جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بمدينة تعز من قبل نائب الرئيس اليمني على محسن الأحمر ومن عبد الله العليمي (المنتمي لجماعة الإخوان) والذي يعمل مديرا لمكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور عمل حزب الإصلاح على ما يلي:-
● أولا: تشكيل ألوية عسكرية تدين بالولاء له حيث يمكن القول أن كل الألوية العسكرية في تعز أصبحت بشكل مباشر (بما في ذلك اللواء 35 مدرع شرعية الذي استولت عليه مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية قبل أسابيع عدة)، وذلك من خلال إصدار قرارات جمهورية بتعيين قادة لها من جماعة الإخوان أو من المواليين لها ويمكن توضيحها على النحو التالي:
– تعيين قيادة محور تعز واللواء 145 (خالد فاضل ومن بعده سمير الحاج وخالد فاضل مرة أخرى دون قرار جمهوري) منتميان لجماعة الإخوان.
– تعيين القيادي الإخواني عبده فرحان المخلافي الملقب (سالم) مستشارا لقيادة محور تعز وهو أحد المعلمين العاملين في حقل التربية والتعليم لكنه يرتبط بعلاقة مباشرة بنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ويطلق عليه حاليا قائد الجناح العسكري لإخوان تعز وأصبح فعليا هو المتحكم في قرارات وتوجهات قيادة المحور.
– تعيين العميد/ عبد العزيز المجيدي أركان حرب المحور إلى جانب تعيينه قائدا للواء 170 دفاع جوي وهو اشتراكي سابق يدين بالولاء للإصلاح.
– تعيين التاجر عدنان رزيق المتهم بانتمائه لتنظيم القاعدة رئيس لعمليات المحور وقائدا للواء الخامس حرس رئاسي.
– تعيين العميد صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا وهو اخواني موالي سلفا لعلي محسن. ويتحكم حاليا بأركان حرب اللواء وعملياته عناصر متشددة من الإخوان كقادة القطاعات مثل يحي الريمي واسامة عبدالملك المعروفين بموالاتهم لتنظيم القاعدة .
– تعيين عبدالرحمن الشمساني (اشتراكي موالي للإخوان) قائدا للواء 17 مشاة ويدير اللواء بشكل مباشر أحد العاملين في حقل التربية والتعليم المدرس/ عبده حمود الصغير الذي تم تعيينه رئيسا لعمليات اللواء فيما يقود محاوره وقطاعاته اصحاب سوابق أمنية وجنائية.
– استحداث لواءا جديدا تابعا للإخوان في مسرح عمليات اللواء 35 مدرع شرعية أطلق عليه اللواء الرابع مشاه جبلي وتعيين المسئول الإعلامي السابق بفرع التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن أبو بكر الجبولي قائدا له (يحمل شهادة دبلوم انجليزي من كلية التربية بمحافظة لحج) إلى جانب تعيين قائدين لكتائبة يعملان في حقل التربية والتعليم في مجال التدريس هما عبده سالم الزريقي وعبده سعيد.
– تعيين قادة الكتائب في معظم الألوية من للإصلاح وكثير بعضهم يقودون المجاميع المسلحة والمليشيات داخل المدينة وخارجها ويرتبطون بشكل مباشر بمستشار المحور القيادي الإخواني عبده فرحان المخلافي (سالم) وبكر صادق سرحان، نجل قائد اللواء 22 ميكا صادق سرحان
– تشكيل مليشيات الحشد الشعبي وتدريبها وتجهيزها داخل معسكرات الجيش في اللواء 22 كذلك أشرف العميد الركن/ عبدالرحمن الشمساني قائد اللواء 17 الموالي للإخوان على تدريب عناصر الحشد الشعبي بأحد المعسكرات المستحدثة التابعة له في قطاع بيفرس.
– تشكيل مليشيات مسلحة داخل الأحياء المحررة في مدينة تعز يقودها مراهقون وعصبويون مهمتها إثارة الفوضى وترويع المواطنين أبرزهم غزوان المخلافي ابن اخت قائد اللواء 22 ميكا.
– تجميد عمل إدارة أمن تعز (شرطة تعز) وتحويلها إلى إقطاعية خاصة بحزب الإصلاح وتجميد عمل أكثر من 9000 ألف من جنود وضباط الأمن التابعين لشرطة محافظة تعز واستبدالهم وانتداب جنود تابعين للواء 22 ميكا للقيام بالمهام الأمنية.
– تعيين عبد الملك الأهدل الذي كان يشغل أركان اللواء 35 مدرع وشارك في عملية اسقاطه بيد مليشيا الحشد الشعبي قائدا للواء 17 مشاه خلفا لعبد الرحمن الشمساني الذي تم تعيينه قادا للواء 35 مدرع.
● ثانيا: تأسيس آلة إعلامية ضخمة يديرها اعلاميون محترفون استخدمها لبث الشائعات ضد خصومه ومعارضيه ولتبرير أعماله وخدمة توجهاته.
● ثالثا: السيطرة على كثير من الأجهزة الإدارية للدولة.
كل ذلك أدى إلى المعطيات التالية:
– انفراد حزب الإصلاح بقرار المقاومة وتشكيلات الجيش والأمن في محافظة تعز واستلام دعم ما يسمى بتحالف دعم شرعية الرئيس هادي من مال وسلاح حيث امتلكوا معه ثروة هائلة وترسانة عسكرية قوية وجيش معظمه عقائدي صرف وماكينة إعلامية ضخمة.
– استبدال كثير من أفراد وقيادات الجيش والأمن بموالين لجماعة الإخوان.
– القيام بحملة اعتقالات للمعارضين لسياسية الإصلاح والزج بهم في السجون السرية التابعة له والتي يديرها ضياء الحق الأهدل أبرزهم الناشط أيوب الصالحي.
– حرف مسار ما يسمى بمعركة تحرير تعز من قبضة الحوثيين إلى معركة للتخلص من القوى العسكرية الأخرى في اطار الشرعية، التي لا تدين بالولاء لها ف4تحقق الأمر باستيلائها الأخير على اللواء 35 مدرع شرعية وتجميد ما يسمى بكتائب أبي العباس ذات التوجه السلفي والإسلامي المتشدد بشكل شبه نهائي.
– استكمال تشكيل مليشيا الحشد الشعبي كقوة عسكرية خاصة بجماعة الإخوان وتمكينها من السيطرة الكاملة أجهزة الدولة المدنية والعسكرية وتخضع بشكل مباشر لمستشار المحور عبده فرحان سالم.
– إفشال جهود إعادة تطبيع الحياة وفرض هيبة القانون في العديد من المحطات والمواقف والاستعانة بـ متشددين لمنع اقامة الانشطة والفعاليات الثقافية وتقييد الحريات العامة وتسخير الأجهزة الأمنية والقضائية لملاحقة الناشطين.
– تعطيل القرارات السياسية بتمييعها وتوجيهها صوب ما يحقق المكاسب الذاتية والتدخل في اختصاصات الأجهزة الإدارية وإيقاف الرواتب.
– حدوث العديد من جرائم القتل والاختطافات والاغتيالات وعمل إعلام حزب الإصلاح على الصاقها ضد مجهولين أو إلصاقها بكتائب ابي العباس حيث تشير بعض الوثائق عن مسؤولية حزب الإصلاح المباشرة ، منها جرائم المقابر الجماعية والإخفاءات القسرية وغيرها.
كل هذه القضايا وغيرها سيتم نشرها تباعا عبر حلقات هذا الملف معززة بعشرات الوثائق التي حصلت عليها صفحة شارع تعز من مصادرها الخاصة أو وثقتها من مصادر أخرى خلال الفترة الماضية.
■ يتبع ……….