المواطن سام البحيري من مدينة تعز واحد من آلاف المواطنين الذين يفتقدون لخدمات طبية محترمة ومناسبة تليق بإنسان المحافظة.
وهو واحد من ضحايا الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية، وواحد من ضحايا الاستغلال الطبي البشع في المستشفيات الخاصة، وقد بعث عبر صفحته في فيسبوك رسالة إلى الله يوضح ويشرح فيها معاناته.
منصة شارع تعز رصدت هذه الرسالة وتعيد نشرها
“إلى الله من تعز
لليوم الثالث يا الله، وأنا أبحث في هذه المدينة عن طبيب، عن صحة، عن دواء، عن رحمة تفضلت بها على أيدي الأطباء لمداواة جسد أخي العليل.
أدرك جيداً أنك ترى وتعلم، ومطلع على المعاملة السيئة التي قوبلنا بها في مركز القلب والمستشفى الجمهوري ، وعدم قبول واستقبال أخي في مركز القلب والعناية القلبية، رغم تحويله للعناية القلبية وهو بحاجة إلى ذلك كي يتلقى العلاج.
اليوم الثالث يا الله ونحن في مستشفى خاص، دخل أخي بمرض القلب والسوائل والتهابات الكلى ، واليوم يصاب بجلطة يشل معها نصف جسده، نصف جسد كان يكفي لأن أحتضنه وتعناقه أمي بنصف جسدها الآخر..
كان سيكون وضع أخي بخير لو أن الطب في تعز متوفر، لو أن الطرق مفتوحة، لو أن لنا وبأيدينا حياة كريمة نعيشها ونستطيع أن نسعف مرضانا إلى مشافي تتمتع بقدر من المهنية والأخلاق والأمانة الطبية، وسلطة تتابع وتراقب حياة الناس ، وتهتم لأمرهم ..لكن ألف ألف حالة مثل أخي نافع تعاني.
تمرض …وتمرض .. وقد لا تموت من شدة المرض، ثم تخرج المعاناة على هيئة روح كتبت لها أن تقف بين يديك يوم الحساب لتقاضي من تسبب في تعذيبها حتى الممات..
تعبنا يا الله
ونحن نترقب الصحة والعافية من ملامح مبتذلة رسمتها الممارسة أكثر من المهنية، والتجارب أكثر من الخبرة ، والتعامل المادي أكثر من الأخلاقي في وجه طبيب خال من الأمانة، خان مبدأ المهنة والشرف الطبي وتحول الأمر كله إلى تعامل مالي.
أستغرب يا الله كيف يوجه وجهه الطبيب إليك في قسم الطوارئ والحالات الاسعافية، ويرد المرضى بحجة أنه يصلي.
أتقبل صلاته ومرضانا بحاجة إلى أكسجين لمدة عشر دقائق…؟!
ألم نقرأ في كتبهم وخطبهم الدينية “أن الدين المعاملة” وعلى جدارايات المشافي ” وإذا مرضت فهو يشفين”، يتاجرون بكلامك يا الله لنقتنع بتخديراتهم.
تعبنا يا الله ونحن نطلب الأمان والطمأنينة، وكل العالم يقبض على الزناد، ويجيد فقط…فقط رصد الضحايا في صحيفة الغياب.
تعبنا يا الله
تعبنا ونحن نناشدك أن لا يمرض الأطفال،ولا يقصفوا، ولا تذبل ابتساماتهم ولا تبقى أحلامهم ، والدمى مركونة في دوالايب الغائبين، ولا أسمائهم حاضرة في الوجع الطويل.
تعبنا نجمل قبح واقعنا، وأن هذه البلاد صالحة للعيش، وأن وضعها سيتغير، وأن الأيام والحظ سيبتسم لنا، لكن دون فائدة… نستغفرك ذنب الأمل الطويل، ونشكرك على صبرك الممدود”.