كتب: د. أمين ثابت | ليس بيد انسان مثلي سوى مباركة جلسة التشاور اليمني – اليمني بدعوة مجلس التعاون الخليجي و . . ذلك لإنهاء الحرب الكاذبة بصنيعة الوكلاء المحليين للخارج . . لتمزيق الوطن وتطبيع انسانه بالعبودية الاختيارية عبر الاذلال في العيش وفقدان الامان والتشرد والتهجير .
مجتمعا لم يعد له ارثا ثقافيا سوى ثقافة الكراهية المنتجة بين ابناء البلد الواحد المتحول الى اوطان مناطقية ومذهبية ضيقة لدويلات كانتونات مليشاوية مسلحة غير معلنة.
تتحول الوطنية الواحدية الى وطنية قروية ومناطقية ومذهبية دينية ورمزية شللية نفوذ سياسي ضيق الموقع – نعم ابارك هذه المحاولة لرأب اجتثاث ابرياء المجتمع اليمني المسالمين من الحياة.
فلم يعد ممكنا للانسان اليمني من تحمل تلاشي ذرات من بقايا العيش بيولوجيا بما هو ادنى من مما تمنحه الطبيعة للحيوان.
وإن كانت مباركتي تعاكس تضادا عقلي في جانبه الحاضر بأن ما يجري لن يكون ابعد من ركلاما اعلامية – حتى وإن حضر ممثل الحوثيين – لكون أن حقيقة انهاء هذه اللعبة القذرة من الخارج.
تحديدا قائدة الديمقراطية العالمية المتوحشة في حقيقة جوهرها ، التي هي من فجرت هذه التحولات المأساوية في المنطقة العربية إثر مصيدة الربيع العربي التي صدقتها شعوبنا بعقلها العاطفي بأنه آن الاوان لاعادة خلق وطن انساني جديد يمتلك سنة التطور وحفظ كرامة مواطنيه.
أما المعاكسة الضدية من عقلي الذهني المستقرئ تحليلا . . اي وهم نفرح به ونصدقه لجهود تسعى لانهاء وضع الحرب الجارية في اليمن.
فالوكلاء الذين قتلوا ونهبوا ومزقوا نسيج المجتمع وتاجروا بالانسان وارضه ومائه وهوائه ومصادر ثرواتهم بثمن بخس ( حتى اللحظة ومستقبلا ) . .
هم انفسهم المجرمين الذين تجمعهم الامم المتحدة وبرعاية دولية واقليمية كمنقذين للبلد والانسان ، فمقابل وقف الاحتراب تثبيت مقتسم التصالح بينهم من حيث المصالح والنفوذ والتسلط و . .
لكن سيكون مدعما بشرعية دولية لحماية مستمر الاستبداد المافوي الجديد القادم – واخيرا فإن هذه العجلة لانهاء صراع المواجهة بين المفرخين وكلاء لتفجير اوضاع بلداننا . . هو ما تسعى اليه امريكا في المنطقة لتنفرد بقبضتها على المنطقة ، خاصة بعد اسقاط روسيا للعبتها الخفية المتسللة كاللصوص بمساندة الناتو بغية تطويقها والانتقال بعدها نحو الصين لفرض القطبية الواحدة الامريكية فوق متعدد الاقطاب الاخرى.
وهو ما يعني أن تفجر المسألة الاوكرانية بنزعة شوفينية نازية متوهمة بانهاء روسيا كوكيل سلطوي محلي نيابة عن الولايات المتحدة الامريكية ، وجريان الامر بقطع روسي قاتل للمخطط الامريكي وفرض واقع عالمي للنظام العالمي القادم على اساس تعدد الاقطاب والتكتلات الاقتصادية ، الذي عندها ستجد امريكا نفسها وقد تبدد حلمها بالقبض على العالم منفردا بتعددية قطبية اسفلها تعبث بالتحالفات وفق مصالحها وامزجتها وعلى اساس تخوفاتها.
ما يعني أن امريكا تستعجل انهاء الصراع الذي خلقته وكانت تريد له ان يستمر لتنضج الطبخة ونصبح وطنا وهوية مذابة بالرجل الشوفيني الابيض الامريكي البريطاني.
وذلك لتتفرغ الى تعويض فشلها في البحر الاسود بإعادة التموضع المتركز في الشرق الاوروبي بما يقطع توسع روسيا اوروبيا كثقل اقتصادي لقطب ندي يهدد هيمنتها الى جانب القطب الصيني.
لكن هرولتها بكل المحاولات عبر الاداة الاممية فشلت ومازالت تفشل في كل المحاولات لتثبيت ما وصلت اليه بلداننا من الدمار والتمزق بمسمى جهود انهاء صراع الوكالات المحلية السياسية والمليشاوية الاحترابية ( في العراق ، ليبيا ، السودان ، اليمن ، لبنان ، تونس والجزائر ومصر مؤجلا ) ، لكونها وإن انفردت وبتبعية اروبية في تفجير اوضاع الحروب في المنطقة ، فإنها اصبحت فاقدة تلك القدرة المنفردة في وقف الحروب عندنا.
حيث وأن اعادة بناء النظام العالمي الجديد بتعددية قطبية اساسية ندية ( بين الصين ، الغرب بقيادة امريكا وروسيا بدءا ) وبتحالفات لقوى اقتصادية صاعدة لاحقا لتضاف الى متعدد القطبية الدولية.
وهو ما يعني أن الحرب في اليمن وليبيا ولبنان وغيرها ، والتنافس لوضع الوكلاء الاقليميين ( تركيا ، ايران ، مجلس التعاون الخليجي بقيادة سعودية واسرائيل ) لن يثبت بانفراد امريكي ولكن بشراكة متوازن القوى الكبرى الثلاث ، وهو امر يشير الى تأخر امكانية انهاء حالة الحرب والصراع التي تنهش فينا .