يقترب العميد طارق صالح من نقطة الخطر بشكلٍ كبير، وهو يسعى إلى التمدد في الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها مليشيا الإصلاح في مدينة تعز وفي ريف تعز الجنوبي.
ويبدو أنه صار على بعد خطوتين تمامًا، من رصاص الجماعة المتربصة به في تلك المناطق، والتي لم تسمح لأحد من قبله بالاقتراب منها أو منازعتها عليها.
رصاص الجماعة وصل هذه المرة رقبة أبرز رجالته وأحد أهم المقربين منه، “صالح بن صالح الشحطري” حفيد عمته، شقيقة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مدينة التربة، في حادثة شطبها الإعلام من قاموسه تمامًا، أو تناساها عمدًا، ليحضر مقابلها اهتمام عالمي وأممي باغتيالٍ تزامن والحادثة، وطال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي الأردني مؤيد حميدي.
يكشف مصدر خاص لمنصة شارع تعز، أن العملية التي طالت المسؤول الأممي، قبل أسبوع، في مدينة التربة، هدفت في الأساس إلى اغتيال أبرز الشخصيات المقربة من طارق عفاش “صالح الشحطري”، قائد كتيبة الحراسات المكلفة بحماية طارق عفاش وعمار عفاش والذي كان في زيارة عمل لمدينة التربة والمناطق المجاورة، حيث يسكن كثير من قادة طارق، وهدف من الزيارة الترتيب الأمني واللوجيستي لزيارة مرتقبة كان ينتوي طارق عفاش القيام بها إلى المدينة، والالتقاء بالقادة المحسوبين عليه هناك تعزيزًا لحضوره اللافت، وتأكيدًا على سطوته التي بدأت تتكشف ملامحها في المنطقة من خلال قادة عسكريين ومحليين دفع لهم الكثير من المال.
ووفقًا للمصدر الذي يشارك في عملية التحقيق بالقضية، فإن الرصاصة الأولى التي أطلقها منفذا العملية، أصابت صالح الشحطري في رقبته، حين كان جالسًا يتناول غداءه على طاولة بالقرب من باب المطعم، ثم تلاها رصاصات أخرى طالت المسؤول الأممي الذي صادف إطلاقها مغادرته المطعم بعد تناوله وجبة الغداء، ويعتقد المحققون حتى الآن أنه لم يكن المستهدف الأول بعملية الاغتيال.
ويوضح تقرير لمستشفى خليفة العام بمدينة التربة، أنه وصل إلى قسم طوارئ المستشفى عند الواحدة وخمسين دقيقة ظهرًا، الجمعة الموافق 2023/7/21م، كل من مؤيد حميدي أردني الجنسية، يبلغ من العمر 50 عامًا، موظف مع مكتب الأمم المتحدة في التربة، ومصاب بعدة طلقات نارية متفرقة، إلى جانب صالح بن صالح الشحطري وعمره 40 عامًا، مصاب بطلقة نارية في الرقبة، والذي قال عنه التقرير إنه نازح من صنعاء، ويسكن مدينة التربة، دون أن يفصح التقرير عن عمله الحقيقي، وعلاقة القرابة القوية مع طارق عفاش.
وبرغم أن شرطة تعز أعلنت في بيان لها عقب الحادثة، أن صالح بن صالح الشحطري غادر المستشفى سريعًا عقب تلقيه الإسعافات الأولية اللازمة جراء تعرضه لإصابات خفيفة، إلا أن شرطة تعز لم توضح الجهة التي غادر إليها بهذه السرعة.
يؤكد مصدر منصة شارع تعز أن توجيهات عاجلة من طارق عفاش إلى قوات الأمن الخاصة وإدارة المستشفى، صدرت مباشرة عقب الحادثة، وقضت بضرورة نقل المصاب صالح الشحطري إلى مستشفى مدينة المخا، حيث يتمركز طارق وقواته، بصورة عاجلة.
ونوه إلى أن سيارة إسعاف رافقتها حماية عسكرية، نقلت الشحطري إلى مستشفى المخا، وسط تكتم شديد على هويته وحالته وخطورة الإصابة التي تلقاها في رقبته.
ونشير هنا إلى أن منصة شارع تعز حاولت مرارًا التأكد من حالة الشحطري الصحية ومدى استقرارها، ومعرفة هل مايزال يتلقى العلاج في المستشفى بالمخا، أم أن حالته تدهورت وتم نقله إلى أحد مشافي عدن أو مستشفى آخر خارج البلاد، لكنها لم تتلقَّ إجابة محددة، في ظل التكتم الشديد الذي فرضه العميد طارق على حالة قريبه المصاب.
ويرى مراقبون أن عملية اغتيال مؤيد حميدي في ذات المكان، طغت على فشل عملية تصفية قريب طارق عفاش، وأن التكتم الشديد عليها بهذا الشكل قد يكون جزءًا من استراتيجية صمتٍ أبداها العميد طارق تجاه ما حصل لأحد أبرز المقربين منه، مستفيدًا في ذلك من الصدى العالمي الذي لاقته جريمة الاغتيال، وتوظيفه لصالحه، تعزيزًا لخطته وموقفه أمام المجتمع الدولي حال قرر مهاجمة مليشيا حزب الإصلاح، والسيطرة على مناطق نفوذها في ريف تعز الجنوبي.
تقرير خاص بمنصة شارع تعز