بشير المصقري
كيف يمر اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق اليوم 8 مارس، وهو اليوم الذي يرمز للمرأة، المرأة التي كرمها الأسلام قبل فعاليات الحياة، و قبل مقننات المواثيق الدولية، لكنه يظل مناسبة للتذكير بعظمة حشود كبيرة من النساء على مستوى العالم..
في مدينتي يريم لم أجد من بُد للإشارة إلى مفردة لتلك الحشود، سوى أم طرزت حياتها بالكفاح والنضال و اقتيات لقمة العيش بكرامة و شرف و ثقة عالية المراس.
عرفتها منذ أكثر من عقدين من الزمن في زاويتها المعتادة في ركن بوابة مستشفى يحصب في يريم، و كان ذلك عقب وصولها إلى يريم.
وكانت ومازالت إمرأة اثقلت الحياة كاهلها، لكنها لم تبارح النزول في مسارب اليأس، ثقتها العالية بالله وبنفسها وكفاحها الصنديد، صنع لها تاريخ عابق بالمروءات.
اليوم وبعد عقدين من الزمن أو أكثر أثمرت يداها اللتين أدخلت الروائح الطيبة إلى معظم منازل مديرية يريم من خلال بيعها للبخور واللبان، وهي مواد قديمة قدم اليمن العظيم، فالصنفين من أقدم أنواع التجارة في التاريخ، و من مِنّا لم يسمع عن تجارة اللبان والبخور.
لقد اختارتهما لطلب الرزق و توفير لقمة العيش ومن خلالهما استطاعت تذليل مصاعب الحياة لأبنائها وبناتها، فاستقامت أسرة طيبة ونبيلة وعريقة عراقة البخور واللبان، فحين وصلت يريم، كان سندها منعدم و الجدار خلفها ضعيف، واولادها الصغار لم ينبت لهم بعد أجنحة للطيران في مرابع الدنيا.
لكنها بالإرادة والكفاح و شق عباب الحياة و بالعزم والثقة أوجدت منزلاً للأسرة ورعت واهتمت وسهرت وعلمت أبنائها حتى المراحل الجامعية، واستوت عائلتها الطيبة والكريمة كواحدة من الأسر التي يشار إليها ببنان العلم والشرف والكفاح والنضال الإجتماعي الموشى بالنُبل.
فتحية لهذه الأم في يوم الـ 8 من مارس
وتحية لكل الأمهات المناضلات فوق الأرض وكل النساء اللواتي صنعن التحول في محيطهن الأسري و الإجتماعي.