ماذا أقول ؟ غيران د. عارف الآتام ترك الوطن وذهب ، هنا لم يعد لأمثاله مكان !!!
عارف درس واشتغل ، وواصل الليل بالنهار لا يحفظ صم بل يدرس ويقرأ ويستفيد ، حتى وصل الى الدكتوراة بجده واجتهاده وليس لأنه من ذمار!!!
ما قلته لم يقله لي احد ، انا من عايشته وعشته ، ويشهد مكتب مدير تحرير صحيفة الثورة على تلك الأماسي التي أنجزنا فيها معا صفحات وصفحات ، عانينا من التعب ، لكنه التعب اللذيذ كما يقال ….
في الاخير التحق بجامعة تعز، في الاخيرا يضا وبعد ان اعطى لطلابه عصير ما في رأسه ، اتهم بانه عميل !!! مدري لمن ، ربما للمخابرات الأمريكية ، أو لأصحاب قدس ، كان يتجسس على القواعد الكبرى والمصانع في الضباب !!!
مااسهل التصنيف في هذا البلد ، ما ابسط ان تتهم الاخر بالعمالة وبالجاسوسية وبالخيانة ، الم يتهم صانع حركة الاحرار أبو الوطنية الاستاذ النعمان بالخيانة !!! ، وسحبت منه الجنسية ومن قبل ” فريق ” لا يدري ثلث الثلاثة كم ، انهى حياته العامة بقتل مواطن !!!!
كانوا عندما يريدون التخلص من موظف مبدع ، قالوا ناصري ، اشتراكي ، بعثي ، ماركسي ، والتقدميين كانوا حتى اذا لبست شميز جديد ، قالوا هااااا شفتم : الم نقول لكم انه باع القضية !!! وانه مع الامن !!! ، وفي جلسات الكيف تم تصنيف عشرات الشرفاء لمجرد الاختلاف في وجهات النظر!!!
الان قالوا : عارف مع الحوثة !!! ، هنا يقولوا انت مع المرتزقة !!! ، زمن جديد في التصنيف يؤسس من الان …لا ادري هل محمد شرف صاحب كشك الثقافة الاثير بتعز صاحب كل من له علاقة بالقراءة ، هل هو جاسوس ؟؟ أوان الثقافة عدو الجاهلين !!! ، شيء سهل جدا ان يقرر أحدهم ازالة كشك للصحف والكتب ، بدعوى سفلتة أو ترميم الشارع ، قبل الاقدام على أي خطوة ، احتراما للعقل ، لابد لمسئول واحتراما لعقل الإنسان أن يظهر بتصريح حتى يطمئن من يقرأ ، من يفتح عينيه ويجري مثل الريح يبحث عن جريدة ، عن ثمة كتاب !!! ،
كشك الثقافة ظل لسنوات علاقته حميمة بالناس الذين يقرؤون ، وفي تعز يقرؤون برغم الحصار، رغم القسوة التي تبديها كل الاطراف تجاه المدينة ، أكبر رأس يردد في سره : هم الا رعية …وعلى هذا فعارف الاتام رعوي اتهمه الرعيان بما ليس فيه ، وهم انفسهم من ازالوا كشك الثقافة ، وفرع الجهل أزال كشك التحرير في صنعاء الذي يشرق كل صباح ولسنوات طوال مع اشراقة الشمس أشعة من حروف وكلمات ….ولولا صفحة الأستاذ النبيل أحمد ناجي أحمد النبهاني لكان كشك التحرير سحق كما سحق الزعيم منتزه التحرير!!! ، ومع كل التضامن نقل من مكانه !! ، في بريطانيا تدخلت حكومة تاتشر تلك المرأة الحديدية لتنقذ مطعما عمره أكثر من قرنين ، ودفعت ديونه : ” لانه معلم من معالم لندن ” ، كنت اتمنى من احزاب الحانبة ان تقول شيئا ، فقط لتظهر اهتمامها بالثقافة …
عارف ذهب ولن يعود وخسره هذا البلد وامثاله ، وكشك الثقافة قد يتحول مكانه مربض لرشاش يتبع لواء الصعاليك اوالمحترمين !!!
لله الأمر من قبل ومن بعد .