د. وهيبة فارع
سفارة اليمن في الأردن يبدو لا علاقة لها باليمن ولا باليمنيين فلم تدرك حتى الأن أن معاملة العابرين من أبناء اليمن تحتاج إلى تذكير الدولة المستضيفة بأن عمل السفارة اليمنية هو رعاية مصالح اليمنيين في مختلف الدول وأن لديها تفويض برعاية مواطنيها وفي تمثيل بلادها فيما يخص الاتفاقيات والمعاملات والجوازات والاقامات والتصاريح للمواطنين اليمنيين الذين يعيشون في الأردن أو الذين “يضطرون” للعبور او للتوقف فيها !
كما ينبغي أن تفهم بأن دور اية سفارة في أية دولة لا يقتصر على حضور الحفلات الرسمية وغير الرسمية فهذه الحفلات لا تصنع علاقات ديبلوماسية مع الدول المستضيفة، ولا تراعي من خلالها مصالح مواطنيها في أية دولة عندما يتعرضوا للتنمر دون وجه حق من بعض الجهات لديها، وان تعلم بان السكوت عن ذلك وعن عدم معاتبة المتسبب في اية دولة شقيقة او صديقة على الاقل هو من علامات الرضا بهذه المعاملة واجحاف بحق هؤلاء المواطنين ومنح الفرصة لاي كائن من كان لزيادة التنمر على مواطنيه الذين يمثلهم.
إذ للأسف قد زاد الماء على الطحين من جراء هذا الإهمال و من التهرب من تحمل المسؤلية ومواجهة المشكلة التي اصبحت عار على البلدين الشقيقين .. حتى أصبحت وجوه بعض اعضاء السفارة كأنها “مغسلة بمرق” لا تجد ما تقوله لتصحيح موقفها ولم يعد امامهم المنتسبين لها الا التنصل والهروب من تمثيل اليمن امام الجهات الاجنبية او الشقيقة بدلا من الدفاع عن مصالح المواطن اليمني والمحافظة على كرامته وايقاظ روح الاخوة التي جمعت بين الشعبين الشقيقين زمنا طويلا بعيدا عن اية اطماع سياسية، والسعي لاعادتها الى وضعها الطبيعي من الاحترام المتبادل!
وللأسف فان تجاهل بعض الجهات الرسمية لأهم مباديء حقوق الانسان عند التعامل مع اليمنيين يحدث نظرا لغياب التوضيح والمتابعة من المسؤلين اليمنيين في السفارة اليمنية واهمالهم لواجباتهم وقلة المعلومات التي تصل للجانب المستضيف او لعدم توضيحها من جانب السفارة للجانب الأردني بان معظم المستخدمين للمطارات والعابرين لها هم من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالسياسة وانهم يضطرون للمرور بحسب حجوزات خطوط الطيران وانغلاق المنافذ الأخرى اماهم نتيجة الحرب وتوقف المطارات اليمنية.
لذا ينبغي على السفارة تصحيح وإزالة المعلومات المغلوطة عن اليمنيين والوقوف إلى جانبهم والتوضيح بان عبور هم ليس للجوء أو الاستقرار دون ترتيب مسبق، وبان معظمهم يتواجدون هناك بحكم وجود استثماراتهم التي يستفيد منها البلدين الشقيقين رغم الاجراءات المجحفة لهم ماليا واداريا في هذه الظروف العصيبة لليمن.
فإذا،، تحتاج المسألة الى تحرك السفير ان كان يحترم عقول اليمنيين للتخاطب مع اية جهة مسؤلة بكل تقدير واحترام ولا يوجد لدينا اي شك انهم سوف لن يمانعون في ذلك، وأن لا يتخلي عن مسؤليته في تصحيح هذا الوضع ولا يتركه قبل ازالة سؤ الفهم والوصول الى اتفاق مرضي للطرفين واستصدار قرار سياسي من الجهة المسؤلة الى الجهات المعنية بتخفيف هذه القيود والاجراءات على اليمنيين تحديدا، والذين قد تكون غابت عنهم بعض الاعتبارات الاخوية والاقتصادية التي تربط البلدين وحتى لايصبح موضوع استمرار الحرب في اليمن مغنما لبعض الجهات والدول التي استصدرته او مصدر لاستغلال اليمنيين او للتقليل من قيمة الانسان اليمني الذي ينبغي ان يعامل كغيره بكل احترام كما يعامل الانسان الاردني في اليمن ، وان لا يرمى به في الهناجر أو يعاد على نفس الطائرات أو يحكم عليه بالوقوف لساعات طويلة بالممرات لانتظار رحلته الثانية !!
إن في هذه المعاملة إساءة للاردن اولا وليس لليمنيين وحدهم، واعتقد ان جلالة ملك الاردن لو علم بكل هذه المعاملات لاصدر قراره بمعاملة اليمنيين معاملة انسانية تليق بهم وبالاردن،، ولو في الحدود الدنيا مما اتخذه من قرارات انسانية تجاه ابناء اوكرانيا وبعض الدول الذين اجبرتهم الحرب على النزوح والهروب عبر كل المطارات الى دول صديقة او الوصول الى الاردن او المرور منها .
انها رسالة من كل يمني محب للاردن الشقيق ان تزال كل الصعوبات امامهم في مطارات الاردن وان تترك هذه المواقف النبيلة من الاردن بصمة محبة في قلوب اليمنيين الذين انهكتهم الحرب والشتات ، والى اليوم لم يفهموا ما الذي طرأ على علاقتهم الجميلة بالاردن،، ولا لماذا كل هذه الاجراءات القاسية الجديدة تجاههم التي لم يعهدوها منهم سابقا.!