محمد الهجامي
تشير التقارير إلى أن العنف ضد المرأة ازداد بنحو 63% منذ تصاعد النزاع في 2015 “وهذا يعني المزيد من حالات الاغتصاب والعنف المنزلي والزواج القسري وزواج القاصرات، إلى جانب الإيذاء الجسدي والنفسي والصدمات… مقارنةً بما كان عليه الحال قبل الحرب. وفي السياق ذاته، أفادت عدد من الدراسات التي تمثل النساء في عدد من المحافظات، أن أعلى خطر للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي بين النساء والفتيات في اليمن، كان بين عامي 2016 و2019فمنذ ظهور الحرب، وثّق صندوق الأمم المتحدة للسكان ارتفاعًا مستمرًا في معدلات الناجيات اللواتي يصلن إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي، على الرغم من العوائق المتعددة التي تحول دون الإبلاغ، والتحديات المتزايدة التي تواجه هذه الخدمات، إذ بلغ معدل الارتفاع 70% في بعض المحافظات.
يفيد صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه في صنعاء وعدن وحجة -المحافظات التي تستضيف أكبر عدد من النازحين داخليًا- ما يقرب من 800.000 نازح هم من النساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، وهن معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي والاغتصاب
واجهت النساء والفتيات إجراءات تمييزية زادت من تعرضهن للعنف، يضاف إلى ذلك أن تصرفات الأطراف المتحاربة أدت إلى نزوح النساء والفتيات بأعداد كبيرة، فتفاقم العنف ضدهن
تقول شروق، وهي أم لفتاتين: “بعد الحرب صارت حياتي جحيمًا، صرت أتعرض للضرب وأتلقى الإهانات وأعاقب باستمرار زوجي يضربني ويحرمني من الأكل والنوم، ويأمرني بالوقوف على قدمي حتى الفجر، كنت أتحمل كل ذلك بصمت. لم أقترف أي ذنب سوى أني أم لابنتين، وأهلي لا يملكون ما يسد الرمق، زوجي يعرف ذلك، ويستغل فقرهم ليمارس العنف ضدي، حتى وصل به الأمر إلى إبلاغهم أثناء قيامه بضربي، أتصل لأبي وأبلغه أنه ضربني وسحبني إلى الشارع،
تشير الاتجاهات الحالية إلى أن زواج الأطفال آخذ في الارتفاع في اليمن، وطبقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن متوسط عمر الفتيات للزواج يبلغ حوالي 15 عامًا فالزواج المبكر للأولاد والبنات يظل أمرًا شائعًا، ولاسيما في المناطق الريفية وعادةً ما تتزوج البنات في سن أصغر من الأولاد لذلك، فإن العديد منهن يخرجن من المدارس، ويتعرضن للحمل والإنجاب في سن مبكرة، مما يعرض صحتهن وصحة أطفالهن للخطر وتزايد حالات الزواج القسري، حيث يتم دفع فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 سنة نحو الزواج، لتخفيف الضغوط الاقتصادية على أسرهن، وفي معظم الحالات تترك الفتيات المدرسة ويبقين في البيت، بسبب التوقعات الاجتماعية لأدوار الجنسين.
ويقول الصحفي محمد الهجامي إن الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي للمواطنين نتيجة استمرار الحرب في البلاد، أحد الأسباب الرئيسية في انتشار ظاهرة العنف الأسري”.
ويلفت الهجامي إلى وجود أسباب أخرى، من بينها سوء التوافق بين الزوج والزوجة، وذلك يعود إلى الزواج المبكّر الذي يكون من دون قناعة، أو إلى عملية التنشئة الاجتماعية، وأسباب أخرى تؤدّي إلى غياب الاستقرار النفسي والاجتماعي لأفراد الأسرة والمجتمع، كما أن العنف الأسري ظاهرة اجتماعية مدمِّرة لكيان الأسرة والمجتمع بشكل عام.
ومن أجل الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي نطالب جميعنا ببناء السلام من أجل بلدا أمن من أجل وضع اقتصادي افضل من ما نحن فيه إحلال السلام من أجل أن تنعم جميع شرائح المجتمع بكامل حقوقها من أجل إعادة الأمل لجميع الناس في الحياة السلام سوف يخلق جيل متعاون يعمل من أجل بناء وطن مطلبنا بناء سلام في هذا الوطن.
تدابير يمكن للمنظمات الإنسانية والأجهزة الرسمية أخذها في الاعتبار أثناء فترة النزاع
1) التنسيق من قبل المنظمات مع الحكومة اليمنية وسلطات الأمر الواقع، وحثها على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
2) الاستجابة السريعة للأزمة، لاسيما في مناطق الصراع المسلح، والمناطق التي تشهد عمليات تهجير وترحيل قسري، وذلك من خلال توفير مقدمي خدمات الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
3) قيام الأجهزة الرسمية بتيسير عمل المنظمات ووضع التدابير الكفيلة بجمع البيانات الفعال، واتخاذ تدابير فعالة للتصدي للعنف ضد النوع الاجتماعي.
معاً_من_اجل_السلام
معاً_ضد_العنف